Monday, December 15, 2008

"ارحل وعارك فى يديك" فاروق جويدة


ارحل وعارك فى يديك
ما عاد يجدى أن يفيق ضميرك المهزوم
فيداك غارقتان فى أنهار دم
شبح الشظايا والمدى قتلى
ووجه الكون أطلال.. وطفل جائع
من ألف عام لم ينم
حيث النخيل على الضفاف
وقد تبدل حالها
واستسلمت للموت حزنا,, والعدم
شطآن غزة كيف شردها الغراب
ومات فى أحشائها أحلى النغم
وطن عريق كان أرضا للبطولة..
صار مأوى للرمم!
الآن يروى الهاربون من الجحيم
حكاية الذئب الذى أكل الغنم:
كان القطيع ينام سكرانا
من النفط المعتق
والهدايا.. والعطايا.. والنعم
منذ الأزل
كانوا يسمون العرب
عبدوا العجول.. وتوجوا الأصنام..
واسترخت قوافلهم .. وناموا كالقطيع
وكل قافلة يزينها صنم
يقضون نصف الليل فى وكر البغايا..
يشربون الوهم فى سفح الهرم
الذئب طاف على الشواطىء
أسكرته روائح الزمن اللقيط
لأمة عرجاء قالوا إنها كانت ـ ورب الناس ـ
من خير الأمم
يحكون كيف تفزعن الذئب القبيح
فغاص فى دم الفرات..
وهام فى نفط الخليج..
وعاث فيهم وانتقم
سجن الصغار مع الكبار..
وطارد الأحياء والموتى
وأفتى الناس زورا فى الحرم
قد أفسد الذئب اللئيم
طبائع الأيام فينا.. والذمم
الأمة الخرساء تركع دائما
للغاصبين.. لكل أفاق حكم
لم يبق شىء للقطيع
سوى الضلالة .. والكآبة.. والسأم
أطفال غزة يرسمون على
ثراها ألف وجه للرحيل..
وألف وجه للألم
الموت حاصرهم فناموا فى القبور
وعانقوا أشلاءهم
لكن صوت الحق فيهم لم ينم
يحكون عن ذئب حقير
أطلق الفئران ليلا فى المدينة
ثم أسكره الدمار
مضى سعيدا.. وابتسم..
فى صمتها تنعى المدينة
أمة غرقت مع الطوفان
واسترخت سنينا فى العدم
يحكون عن زمن النطاعة
عن خيول خانها الفرسان
عن وطن تآكل وانهزم
والراكعون على الكراسى
يضحكون مع النهاية..
لا ضمير.. ولا حياء.. ولا ندم
الذئب يجلس خلف قلعته المهيبة
يجمع الحراس فيها.. والخدم
ويطل من عينيه ضوء شاحب
ويرى الفضاء مشانقا
سوداء تصفع كل جلاد ظلم
والأمة الخرساء
تروى قصة الذئب الذى
خدع القطيع..
ومارس الفحشاء.. واغتصب الغنم

من قصيدة " ارحل وعارك فى يديك" للشاعر فاروق جويدة

لا تعليق

Friday, December 12, 2008

لا أجدنى


تغير شكل الحياة ، استيقظت يوما لأجد نفسى قد أتممت عامها الثانى والعشرين، فجأة أدركت أنى لم أعد أنا، لم تتغير ملامحى ولكنى تغيرت كثيرا، أشياء عديدة لم تعد كما كانت على الأقل بالنسبة لى، لم أعد أشعر بأية حماس تجاه عملى أو حياتى بشكل عام، صرت أستيقظ لأقضى ساعات النهار فى عملى ثم أعود للمنزل لأقضى باقى اليوم فى أى شىء مفيد كان أو غير مفيد لأحصل على عشرات الجنيهات أول الشهرالقادم، فتور عام تجاه كل شىء، عمل بلا أى متعة، أذهب إلى العمل وأنا أفكر متى سأغادر رغم أنى لا أكره ما أعمل، روتييييييين قااااتل

الحلم يتلاشى، يتحد بالاشىء، يختفى رويدا رويدا
العمر يمر بلا أى متعة، يهبط تدريجيا
الأصدقاء ينسحبون.. لا لقاءات.. لا أحاديث إلا نادرا أو مصادفة عبر شاشة الماسنجر والقليل جدااااا منها عبر الهاتف
مشاعر وأفكار سلبية تراودنى، تقذف بى إلى متاهات أجهل الخروج منها