منذ عام أو أكثر لم أفتح أدراج مكتبى إلا لألقى بها كل الأوراق التى تقع أمامى ليبقى السطح نظيفا خاليا كما يفعل كثيرون يحافظون دائما على لمعان السطح وبريقه بينما الداخل مهترى وممتلأ بالمخلفات والرواسب
اليوم فتحت أدراجى الممتلئة حتى آخرها بقصاصات الورق لأجد الكثير.. فها هى قصاصة بها عنوان لا أعرف لمن يكون ربما ذهبت إليه يوما وربما لم أذهب، وكثير من أرقام الهواتف لإناس لا أعرفهم، ربما كانوا مصادر أو مسئولون فى جهة ما، والعديد من القصاصات والكروت لأشخاص لا أذكرهم
وورقة رسمت عليها وجه لم تكتكمل ملامحه بعد بل رسومات عدة لم تكتمل كعادتى أبدأ الأشياء دون أن أنهيها
وجدت عدد لا بأس به من اوراق التحاليل والأشعة الطبية والأدوية التى لم أعد أتذكر لماذا أخذتها ولكنى على يقين بأنى تناولتها جميعا وتوقفت عن تناول الكثير منها من نفسى بعد أن سئمت منها ومن احساسى بالمرض
ومن بين القصاصات والأوراق التى كان لها فى يوم ما نصيبا من وقتى وتفكيرى كما كان لها مكان داخل أدراج مكتبى جاءنى صوت منير ينبعث من قصاصة أخرى
كم عام ومواسم عدو
وشجر اللمون دبلان على ارضه